المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2025

لقد أنصَتت..

  عازف يسرد نهاية بلاده: "إنما جرى في بلادنا في هذا اليوم النِّحس، هو انحدار في كينونة نفوسِنا العزيزة، بعدما كنّا نعلَم من نحن، بِتْنا نطلب الغرباء ان يحثّوا التراب عنّا حتى يعلمونا.. تفاقمت الأمراض حتى فُجَّت الأرض عن عرَضٍ نجَم عن ذريعة بَعْثِنا للبلاء، فأمرضْنا الأرض وأسقمناها، ولم تبدُ في حاجةٍ ليدانا سوى إننا أولجنا ما فينا عليها، كل شيء نلمسه، كل شيء!.. يضحى دنَوِّ النهاية.. لقد طارت العصافير في سرابٍ عظيم، تبِعتها فصائل من جميع أنواع الحيوانات، ولكنّ الناس نِيام بما رأوا، بل إنهم لفي سكرةٍ عن نُذُرٍ يتبدّى من كائنات أدْنى.. إنها تنادي، وتروم عن مقر البلاد، وتعِدُ بالفراق، وتلجأ للفرار.. تساقطت الأمطار عن وابلٍ حام.. لم تفتح السماء مياهها على الوجود كُلٍّه بماء حار، وقد بصرتُ على تربة الأرض، وهضابها، وسهولها، لقد أشعلت المياه النيران بعدما كانت سبباً لإطفائِها.. والناس لا يزالوا.. نِيام..   موسيقى إن الكون كله ينادي، اهرب!   يصرخ.. انجو!   يبكي: أحْيا.. على ما بدى من تلك العلامات والاشارات، حتى حالت الى أسوءِ أحوال، حتى غمرت الامطار كل شيء، وجرّت ك...

ذِكرى مورّقِة

موسيقى   يسرد السارد:   "في أحدِ الكُتَل الأرضية التي لبَدت الأشجار والنباتات فيها وفي كل مكان، بل وحتى اخترقت مُنسابةً بين ثنايا جدران المباني الصدئة، إلى أنّ صدوعها باتت تخرج منها ورود الياسمين، فاشيةً عنها عبَقاً يضوع الأزقّة، فالأمْكنة، فالأرجاء، تنزع الهمَّ ما ينزعهُ هو ذاتَه بالأمَل.. تهطل الأمطار فتصيب الأرض، فترتج، فتحمل مياهها الى مجرى موصّلٌ للأودية، كأنّها تعيد ما كانت عليه سالِفاً، وتؤوب عن الكوارث التي مضت بفعل الإنسان، الذي ما فتئ ماضيًا فاتِكاً بأي شيء يلمسه، فيحيلهُ من حالٍ الى حال.. اكتبُ في مذكراتي آثاراً قد تمحو عن اواخرها في ذاكرة التاريخ.. فلا يشفع في الوجودِ شيءٌ كخمودِ نيرانٍ كانت في أصلِها نورٌ، تُرشِدُ وتُجيب.. لقد مرّت على الكارثة أكثر من ثلاثين سنة، والعالَم مخملٌ في ذاته، والناس إمّا مقاومين، او.. متحولين.. انتشر الوباء الفيروسي حتى قضى على معظم سكان الأرض، فتبقى من تبقى على أثارةٍ من حديد، فصار الأبن يقتل اباه المتحول الى كائن لا يهمه سوى ان يقتات على أي شيءٍ متحرك، بات ميّتاً، لكن الفيروس يحرّكه.. فتبدلت الأحوال، حتى الأخلاق، حتى الأفع...