لقد أنصَتت..
عازف يسرد نهاية بلاده: "إنما جرى في بلادنا في هذا اليوم النِّحس، هو انحدار في كينونة نفوسِنا العزيزة، بعدما كنّا نعلَم من نحن، بِتْنا نطلب الغرباء ان يحثّوا التراب عنّا حتى يعلمونا.. تفاقمت الأمراض حتى فُجَّت الأرض عن عرَضٍ نجَم عن ذريعة بَعْثِنا للبلاء، فأمرضْنا الأرض وأسقمناها، ولم تبدُ في حاجةٍ ليدانا سوى إننا أولجنا ما فينا عليها، كل شيء نلمسه، كل شيء!.. يضحى دنَوِّ النهاية.. لقد طارت العصافير في سرابٍ عظيم، تبِعتها فصائل من جميع أنواع الحيوانات، ولكنّ الناس نِيام بما رأوا، بل إنهم لفي سكرةٍ عن نُذُرٍ يتبدّى من كائنات أدْنى.. إنها تنادي، وتروم عن مقر البلاد، وتعِدُ بالفراق، وتلجأ للفرار.. تساقطت الأمطار عن وابلٍ حام.. لم تفتح السماء مياهها على الوجود كُلٍّه بماء حار، وقد بصرتُ على تربة الأرض، وهضابها، وسهولها، لقد أشعلت المياه النيران بعدما كانت سبباً لإطفائِها.. والناس لا يزالوا.. نِيام.. موسيقى إن الكون كله ينادي، اهرب! يصرخ.. انجو! يبكي: أحْيا.. على ما بدى من تلك العلامات والاشارات، حتى حالت الى أسوءِ أحوال، حتى غمرت الامطار كل شيء، وجرّت ك...